التحق راينر برنارد (RAINER BERNARD) بدار فان كليف أند آربلز في العام 2011، وهو اليوم رئيس قسم البحث والتطوير الخاص بالساعات. حاز إجازةً في الهندسة عام 1994، ألحقها بشهادة دكتوراه في الهندسة الميكانيكية في العام 1999 من جامعة ميونيخ التقنية في ألمانيا. عمل على مدى سنوات في الولايات المتحدة كمهندس أعلى ومدير تطوير مكوِّنات وأنظمة الألياف الضوئية قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليشارك في مشروعٍ يرمي لإنشاء أشعة ليزر عالية الطاقة.
في العام 2006 إنضمَّ راينر برنارد إلى مجموعة ريتشمونت كرئيس للهندسة الميكانيكية، يتولّى مسؤولية القطع الخارجية للساعات في دار بياجيه. وبفضل خبرته الفنية وشغفه بالبحث والابتكار، قدّم مساهمات رئيسية في مجالَيْ صناعة الساعات وتطوير الدمى الميكانيكية في دار فان كليف أند آربلز، مشاركاً بالتالي في التعبير عن شاعرية الوقت العزيزة على قلب الدار.
مجلّة “الساعات والمجوهرات العربية” كان لها مع المبدع راينر برنارد الحديث التالي:
برزت علامة فان كليف آند آربلز بحضورها المميّز والفريد في معرض “أسبوع دبي للساعات” الأخير مع عرض الدار لأحدث إصداراتها من مجموعة Poetic Complications. ماذا عن نجاح هذا الحدث؟ وكيف كان وقعه على هواة جمع الساعات وعشّاقها؟
شكّلت مشاركتنا في معرض “أسبوع دبي للساعات” من خلال عالمنا Poetry of Time فرصة لدعوة الزائرين للغوص في عالم Van Cleef & Arpels الآسر والفريد من نوعه، حيث أخذناهم في رحلة عبر إبداعات الدار منذ بداياتها، استكشفوا من خلالها مصادر الإلهام والحرفيّة في أكثر القطع رمزية. وقد ساعد وجود الخبراء الذين شاركوا ونقلوا خبراتهم ومعارفهم، في تعزيز التبادلات المثمرة لفهم الأسلوب الإبداعي للدار والأحاسيس النابعة منها.
يعدّ أرشيف فان كليف آند آربلز الغني مصدرًا دائمًا للإلهام. متى تعودون إلى هذا الأرشيف وما مدى أهميّته من حيث الإلهام والالتزام بتراث الدار في صناعة الساعات؟
في كلّ عمليّة ابتكار، نسعى إلى الاستعانة بالعديد من مصادر الإلهام المترسّخة على شكل موضوعات في تراثنا، مثل قصص الحب، وجاذبية الطبيعة، والصُّدفة، والأزياء الراقية، وعلم الفلك الشاعري. ويلعب الأرشيف بالطبع دورًا مهمًّا كنوع من «الذاكرة المادية» للترجمات السابقة لهذه المواضيع، ولهذا السبب نعود إلى هذا الأرشيف طيلة الوقت لاستمداد الأفكار والإلهامات الجديدة. وبينما نتخيّل الأرشيف عادة بأنّه عبارة عن متحف قديم ومغبّر، إلّا أنّه دائمًا ما يتمّ إثراء المجموعة التراثية للدار بإبداعات وأرشيفات جديدة تساعد في تغذية إلهامنا وتخيّل إبداعات الغد.
احتلّت مجموعات ساعات Fairies and Ballerinas الشهيرة مركز الصدارة بين الساعات المعروضة. كيف تحقّقون الدمج بين الطلاء أو الرسم وصناعة الساعات الفاخرة؟
إنّ إبداعات الدار هي عبارة عن مزيج من الحرف المختلفة التي نتقنها داخليًّا من بينها تقنيات الطلاء المتنوّعة، والرسم المصغّر، والنقش، ونحت الذهب بتقنيات هندسية بارعة، وخبرة الدار في مجال الأحجار وصناعة الساعات الراقية. أمّا السر وراء ابتكار هذه «الجواهر التي تخبر الوقت» فيكمن في معرفة كيفيّة دمج كلّ هذه العناصر معًا.
لطالما ترسّخ علم الفلك الشاعري في تاريخ العلامة التجارية. هل اعتمدتم في المجموعات الحديثة تطبيق تكنولوجيا معيّنة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد للمساعدة في تصميم ودمج علم الفلك مع صناعة الساعات الفاخرة التقليدية؟
كان علم الفلك الشاعري - ولا يزال - حاضرًا في مجموعاتنا؛ المشابك، والقلادات، وأقراط الأذن، والساعات... كلّها تحفّز تألّق وبريق الكون على طريقتنا الخاصة. ويدعم هذا الخيال والإبداع الهندسة والعلوم، ممّا يخلق على سبيل المثال الحركات المرئية للكواكب التي تحوم فوق الميناء. كما نستخدم الأدوات الحديثة أثناء عملية التطوير بالتوازي والانسجام التام مع النماذج التقليدية للغاية، وصناعة النماذج الأولية استنادًا إلى المهارات الحرفيّة والبشريّة.
ما مدى صعوبة تنفيذ وعرض الوقت في مجموعة الساعات الأخيرة، Lady Arpels Heures Florales؟ وكم استغرق تطوير حركتها الجديدة من الوقت؟
لقد استغرقنا خمس سنوات كاملة لتطوير هذه الساعة التي تشير إلى الوقت بطريقة لم يسبق لها مثيل، وفق ما أظنّ. لقد كان تحدّيًا جميلاً تطلّب الكثير من البحث الجماليّ والتقني المبني على الإبداع والخبرة. وحصل هذا الابتكار على براءتي اختراع ممّا يسلّط الضوء على درجة الحداثة المرتبطة به وعلى الطريقة الشاعرية للإشارة إلى الوقت وترجمته.